ومن بين آلاف الموهوبين/ات الذي هجروا من بلدهم قسراً، الشابة الموهوبة، أمارة دهدو، البالغة من العمر 21 عاماً، من أهالي مدينة عفرين المحتلة، والتي ومنذ صغرها تتمتع بموهبة الغناء الشعبي، وصدح صوتها في العديد من الأماكن والفعاليات لتجد لها أذاناً صاغية تستمع لها بين متذوقي الفن، وسط الصعوبات والتحديات التي واجهتها.
وللغناء الشعبي طابع خاص لدى أهالي مدينة عفرين حيث تميزوا بالرقص الفلكلوري والموسيقا والغناء الشعبي الذي توارثوه عن آبائهم وأجدادهم، والذي يطرب كل من يصغي إليه.
وبعد احتلال تركيا مدينة عفرين، هُجرت، أمارة دهدو وعائلتها من مدينتهم، وبعد رحلة نزوح مريرة، حطت عائلة أمارة الرحال في مدينة الرقة، وانضمت أمارة لمركز الهلال الذهبي في مدينة الرقة، وتلقت التدريبات على يد مختصين في مجال الموسيقا، وشاركت بعدة حفلات في الرقة مما حفزها للانطلاق والاهتمام بموهبتها من جديد.
اضافة إلى غنائها باللون الكردي، احترفت نوعاً جديداً من الغناء ومزجت عبر أغانيها وصوتها ما بين التراث الكردي والعربي لتعبر عبر صوتها عن أخوة الشعوب والتآخي بين المكونات في شمال وشرق سوريا.
وللتعرف أكثر على موهبة الشابة أمارة دهدو التقت بها وكالة فرات للأنباء (ANF)، والتي استهلت حديثها بالقول "حينما أغني تأتي لمخيلتي سهول عفرين، وأتذكر كيف كنت أغني وأعزف مع أصدقائي الذين تشتتوا وهُجروا بفعل دولة الاحتلال التركي، ولكن إصرار العودة كان بمثابة بوابة أمل لأعود للغناء من جديد".
وبّينت، أمارة دهدو، "في عمر 14عاماً تلقيت الدعم من عائلتي وبدأت الغناء في المناسبات الاجتماعية ومع الأصدقاء، وإلى الأن ما زلت مستمرة بالغناء".
بعيون دامعة قالت، أمارة دهدو، "عفرين غصة في قلوبنا"، وبهذه الكلمات عبرت الشابة عن اشتياقها لمدينتها، وقالت "لعل الغناء على عفرين يخفف ويُعيد بعض الذكريات التي بعثرتها الحرب".
وتابعت، قائلة "بعد انضمامي لمركز الهلال الذهبي في الرقة، تلقيت الدروس الموسيقية والغنائية، وشكلنا فرقة غنائية باسم هيلين جودي، وشاركنا في عدة فعاليات".
وفي ختام حديثها قالت، أمارة دهدو "واجهت صعوبة في تعلم اللغة العربية واتقانها، ومع التدريبات، اتقنت اللغة بشكل جيد، وأصبحت قادرة على الغناء بألوان متعددة سواء كانت عربية أو كردية، وحماس الجمهور اتجاه صوتي أعطاني الدافع للسير قدماُ".